الجمعة، 22 يناير 2016

الفايسبوك بين مؤيد ومعارض سلاح ذو حدين


أولًا: موقع (الفيس بوك) هذا أسسه مارك سيكربرج، وهو أحد طلاب جامعة (هارفارد) في أمريكا، وذلك في بداية عام 2004 م، وقد كان استخدامه محصورًا على طلاب الجامعة، ثم أخذت الشبكة بالتوسع لتشمل جامعات أخرى في مدينة (بوسطن)، حتى شمل التوسع العالَم أجمع، وذلك في أواخر عام 2006 م.
فالغرض القائم على تأسيسه لأجل التعارف وبناء علاقات اجتماعية، ويعدُّ هذا الموقع أهم مجتمع افتراضي على الإنترنت، وقد بلغ عدد مستخدميه عشرات الملايين، وهو في ازدياد مضطرد، وله قبول واسع في عالمنا العربي والإسلامي، وهو متاح لأكثر من أربعين لغة، ويخطط أصحابه لإضافة لغات أخرى.
ثانيًا:وعالم (الفيس بوك) هو عالم المواقع الكتابية ومواقع المحادثة -التشات-، فيها إثم كبير ومنافع للناس، إلا أن هذا الموقع تميَّز عن غيره بأشياء، منها:
توفر المعلومات الشخصية التفصيلية عن المنتسب له، وقد ترتب على هذا أشياء من الشر، مثل:
أ. أنه كان السبب في إعادة العلاقات القديمة بين العشاق! مما تسبب في إرجاع تلك العلاقات وحصول خيانات وطلاقات.
وكان فريق من (المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية) في مصر قد أعد دراسة حول موقع (الفيس بوك) استغرقت عدة أسابيع خلص من خلالها لنتائج خطيرة، ومما جاء فيها أن:
"العديد من رواد الموقع نجحوا في العثور على حبهم الأول وعلاقتهم القديمة وأعادوا إقامة الجسور المهدمة خارج حظيرة الأسرة، وهو ما ينذر بحدوث أخطار تهدد الحياة الزوجية للأسرة المسلمة".
ب. تجنيد بعض دوائر المخابرات الأجنبية لبعض المنتسبين، وذلك بالنظر في سيرتهم، وحالهم الاقتصادية والمعيشي ، واستغلال ذلك بالتجسس لصالحها.
وقد كشفت بعض الصحف الأجنبية عن وجود شبكة جواسيس لليهود لتجنيد الشباب العربي والمسلم للتجسس لمصالحهم.
وجاء في موقع (محيط) -بتاريخ 25 جمادى الأولى 1431 هـ- وقد نقلوا عن صحيفة فرنسية خبر استغلال اليهود موقع (الفيس بوك) لتجنيد عملاء له:
ويقول جيرالد نيرو الأستاذ في كلية علم النفس بجامعة (بروفانس) الفرنسية، وصاحب كتاب (مخاطر الإنترنت): "إن هذه الشبكة تم الكشف عنها بالتحديد في مايو -أيار- 2001 م، وهي عبارة عن مجموعة شبكات يديرها مختصون نفسانيون إسرائيليون مجندون لاستقطاب شباب العالم الثالث، وخصوصا المقيمين في دول الصراع العربي الإسرائيلي، إضافة إلى أمريكا الجنوبية".
وهذا التجنيد -بالطبع- قبل تأسيس موقع (الفيس بوك)، وقد زادت فرص حصول تلك الشبكة -ومثيلاتها- على الشباب الصالح للتجنيد من خلال النظر في سيرتهم، ومن خلال (الدردشة) معهم.
ج. سرقة الحسابات المصرفية، وانتحال شخصية المنتسب من خلال السطو على معلوماته الشخصية.
2-الانتشار الواسع للموقع جعل منه موقع محادثة عالمي يجمع أشخاصًا من شتى أصقاع الدنيا، وقد زادوا الطين بِلَّة بأن جعلوا لمنتسبي موقعهم برنامجًا يسهل تلك المحادثات من غير الدخول في الموقع كذاك الذي أنتجه موقع (هوتميل) وهو (الماسنجر)، وفي المحادثات المباشرة من الفساد ما يعلمه كل مطلِّع على أحوالها في عالم الإنترنت، وخاصة أن ذلك البرنامج سيتاح من خلاله الرؤية لكلا الطرفين مع الكتابة، ومن مفاسد تلك المحادثات والعلاقات الآثمة:
أ. تضييع الأوقات النفيسة في التافه من المحادثات والتعارف المجرد.
ولينتبه المسلم العاقل لعمره فإنه محدود، وإنه لن يُخلَّد في الأرض، وسيلقى ربَّه -تعالى- فيسأله عن شبابه فيم أبلاه، وعن عمره فيم أفناه،
وليتأمل العاقل سلف هذه الأمة وعلماؤها كيف نظروا للوقت وللعمر:
فهذا ابن عقيل الحنبلي -رحمه الله- يقول عن نفسه: "إنِّي لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة: أعملت فكري في حال راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين". نقله عنه ابن الجوزي في كتابه (المنتظم -9 / 2014)
وقال ابن القيم -رحمه الله-: "فوقت الإنسان هو عمُره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقت لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة واللهو والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة: فموت هذا خير من حياته". (الجواب الكافي -ص 109).
ب. بناء علاقات آثمة بين الرجال والنساء، مما يسبب دمارًا للأسرة المستقرة.
وقد جاء في دراسة (المركز القومي) -السابق ذِكره- أن:
"حالة من كل خمس حالات طلاق تعود لاكتشاف شريك الحياة وجود علاقة مع طرف آخر عبر الإنترنت، من خلال موقع (الفيس بوك)".
ثالثًا:ولا يُنكر وجود منافع من ذلك الموقع من بعض العقلاء الحريصين على إيصال الخير للناس، وقد أحسن هؤلاء حيث عمدوا إلى وسائل الاتصال والتواصل الحديثة -كالإنترنت والجوال والفضائيات- ودخلوا في عالَم أولئك الناس فخدموا دينهم، ودعوا إلى ربهم، وبخاصة ما كان عملًا جماعيًّا؛ لأنه أدنى أن لا يقع الداخل في ذلك العالَم في الفتنة،
ومن تلك المنافع في ذلك الموقع:
1- وجود صفحات خاصة لمشايخ ودعاة، ينصحون فيها الناس، ويجيبون على أسئلتهم، وخاصة أصحاب (المجموعات) -الجروبات-، "ويستفيد صاحب المجموعة عند اجتماع عدد كبير من المشاركين في هذه المجموعة من إرسال رسائل جماعية، وفتح مواضيع للنقاش, وإضافة مقاطع فيديو بأعداد كبيرة، وإمكانيات رائعة".
2- القيام بحملات عالمية لتنبيه مستخدمي الموقع على حدث إسلامي عالمي طمسه وأماته الإعلام الكافر، أو لنصرة الشعوب المقهورة، أو لإغلاق موقع أو صفحة شخصية.
3-نشر كتب ومقالات وفتاوى نافعة ومفيدة بين روَّاد ذلك الموقع .
4- التواصل بين الأصدقاء والأقارب، وخاصة من بعدت بهم الديار، وللتواصل الهادف أثره الطيب في المحافظة على الثوابت الشرعية والأخلاق الفاضلة.
رابعًا:وأما من حيث الحكم الشرعي في التسجيل في موقع (الفيس بوك): فإنه يعتمد على مراد الداخل إليه فإن كان من أهل العلم وطلابه والمجموعات الدعوية فهو جائز طيب؛ لما يمكنهم تقديمه من منافع للناس، وأما من يدخل للفساد أو لا تؤمن عليه الفتنة وانزلاقه سهل وخصوصًا من الشباب والشابات فإنه لا يجوز له دخوله.
والذي يعلم واقع زماننا هذا وما فيه فتن تقرع باب كل بيتٍ منَّا: لم يعتب على فقيه أو مفتٍ أن يمنع من شيء فيه ضرر صرف أو غالب، ولا يكون النفع القليل بمشجع لأن يقال بالجواز خشية على من دخل فيه، فإذا غلب الخير والنفع وقلَّ الشر والضرر أو اضمحل: اطمأنت النفوس للقول بالجواز، ولذلك كان من علمائنا التشديد في جلب (الفضائيات) أول الأمر؛ لما كان فيها من ضرر وشر صرف، فلما صار فيها خير عظيم، ووجدت قنوات إسلامية بالكامل، ووجدت (رسيفرات) لا تستقبل إلا تلك القنوات: صار القول بالجواز وجيهًا، بل رأينا لكثير من العلماء مشاركات وبرامج نافعة.
فالذي لا يستطيع أن يتحكم بنفسه في عالَم (الفيس بوك) وأمثاله فعليه الامتناع، ويجوز لمن سار وفق الضوابط الشرعية في حفظ نفسه، وعدم الانسياق وراء الهوى والشهوة، ويدخل ليفيد ويستفيد.

السبت، 19 ديسمبر 2015


ندوة وسائط الإعلام و الاغتراب، مقاربة سوسيو انثروبولوجية

Media and Alienation, Anthropological and Social Perspectives

 9 مارس 2016
الجهة المنظمة: مخبر الدراسات الاتصالية والاعلامية لجامعة مستغانم بتنسيق مع وحدة البحث التمثلات الرمزية والممارسات اللغوية بالمركز الوطني للبحث .
الديباجة:
ارتبط التناول المعرفي لعلاقة وسائط الإعلام بمفهوم الاغتراب (alienation) بأفكار النظرية النقدية وخاصة مدرسة فرانكفورت (Frankfurter Schule) ، حيث أسهب روادها في نقد مخرجات الصناعات الإعلامية والثقافية و التي تكرس لخلق واقع ثقافي مصطنع يدفع بالأفراد إلى الإحجام عن المشاركة الاجتماعية و الشعور بالعزلة (isolationism) و الاغتراب، و خصوصا التلفزيون الذي يتفرد بخواص تقنية و رمزية جعلته يتسيد المشهد الثقافي للمجتمعات الراهنة.
و قد تقاطع تناسل (proliferation) هذه الأفكار مع نمو الاتجاهات الرأسمالية والليبرالية في المجتمعات الغربية، إضافة إلى التحولات السياسية و الثقافية ، وتحولات أخرى في التعليم العام في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تنوعت بين إنشاء الجامعات ومراكز البحث، وتعليم الكبار بغرض التوظيف، إلى حركات التمرد الطلابية العالمية سنة 1968، وغيرها من الظروف التي سادت إبان تلك الحقبة في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا.
وعلى النقيض من السوسيولوجيا البنيوية التي أكتفت بالمنظور الوظيفي (Functionalist perspective) في مقاربة وسائط الإعلام، فقد ظهرت اتجاهات نقدية أخرى سعت إلى مراجعة و مساءلة مخرجات وسائل الإنتاج والبث، واعتبرت هذه الوسائل مجرد أدوات للتسلط والسيطرة بل مصدرا للعنف الرمزي وللاغتراب.
و بغض النظر عن إتساق و ووضوح مفاهيمها، وبغض النظر عن الانتقادات التي تعرضت لها، تبقى أفكار النظرية النقدية وخاصة الاغتراب ذو دلالة و راهنية خاصة ، مما يجعل منها مفاهيم مفتاحية من الضروري مساءلتها وإعادة البحث فيها بشكل متجدد، خصوصا وأننا بصدد حقبة أخرى تختلف عن تلك التي أنتجت تلك المفاهيم المركزية ومنها مفهوم الاغتراب.
و يتطلب البحث في الاغتراب دائما الرجوع إلى سياقاته التاريخية ومنطلقاته الفلسفية، على اعتبار أن المفهوم “كائن فكري” يولد في ظروف معينة و يتجدد باستخداماته المختلفة، وكل محاولة للاقتراب من أي مفهوم يتطلب مبحثا تاريخيا وآخر دلاليا.
و من غني عن البيان أن البحث في ظاهرة وسائط الإعلام وما يرتبط بها من تكنولوجيات الاتصال الحديثة وعلاقتها بالاغتراب مسألة متشعبة تتطلب التمحيص والتدقيق والتخلي أحيانا عن دراسات المايكرو (Micro) المصغرة التي تعد دراسات موضعية (localized) تجرى على المجتمعات الصغيرة أو على جوانب محددة من الظاهرة مما قد يغيب الحقائق أو الصور الشاملة، وبدلاً من ذلك، يتوجب العمل على التفكير المنهجي الشمولي من خلال المزواجة بين مختلف الطرق المنهجية في معالجة بعض المفاهيم والظواهر.
و يسعى هذا الملتقى إلى تسليط الضوء على مفهوم الاغتراب و الإسهام في فهم الحقائق الاجتماعية و الثقافية التي تتعالق مع الاغتراب، وكذا توفير المقولات التحليلية و المعرفية التي تتيح لنا مفهمة و تأصيل نسق الاغتراب بالاتكاء على التراث النظري لمدرسة فرانكفورت ،إضافة إلى إستقصاء دور وسائط الإعلام الكلاسيكية و الجديدة في توطين و إستنبات الإغتراب الثقافي و الرمزي في مجتمعاتنا المحلية .
محاور الملتقى:
جينالوجيا المفهوم داخل حقل العلوم الإنسانية و الإجتماعية
– المفاهيم المركزية في فكر مدرسة فرانكفورت
– رؤية مدرسة فرانكفورت للإغتراب
– تمثل مدرسة فرانكفورت لوسائط الإعلام
– التلفزيون و الاغتراب
– التأثيرات الثقافية للتلفزيون
– التلفزيون كمصدر للاغتراب الفردي و الجمعي
– الاغتراب في زمن الميديا الجديدة
– الميديا الجديدة ، المفهوم الخواص و الديناميات
– الإعلام الجديد والتأثير الثقافي
– الميديا الجديدة كعامل استيلاد للاغتراب
– مفهوم الاغتراب في ظل نظرية الحتمية القيمة
– النسق النظري و المفاهيمي للحتمية القيمية
– دور الإعلام في الاختراق الرمزي للقيم
– الاغتراب من منظور قيمي
شروط المشاركة :
– أن يتصف البحث بالأصالة و الحداثة ، و أن لا يكون قد قدم لملتقى سابق، أو نشر في مجلة أو مقدم للنشر.
– أن يرتبط البحث بإشكالية الملتقى و احد محاوره، و يمكن الجمع بين عدة محاور.
– أن يكون البحث بأحد اللغات الثلاث (العربية، الفرنسية و الانجليزية) ، على أن يرافق البحث ملخص بلغتين (العربية و اللغة الاجنبية المختارة)
– كيفية و آجال المشاركة :
– يتم التعامل مع المشاركين في جميع المراحل بالإيميل فقط. mostascoolcom@gmail.com
– ترسل ملخص المداخلات إلى الإيميل التالي
– يكون أخر اجل الملخصات في أجل اقصاه 15/ جانفي /2016
– يكون الرد على الملخصات المقبولة في أجل اقصاه 28/ جانفي/2016
– يكون آخر أجل لاستلام البحوث كاملة : 26/ فيفري /2016.
– تعقد الندوة بمقر المركز .
http://diae.net/wp-content/uploads/2015/12/participation17.docx 

الجمعة، 2 أكتوبر 2015

سوء استخدام وسائل تكنولوجيا الاتصال في ظل الاغتراب الاجتماعي 



لا أحد ينكر موجة التطورات الجذرية الحاصلة في العقود الأخيرة على مستوى المجالات المعرفية المختلفة والقائمة بالعالم، والتي كان لها الأثر العميق على عمليات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وقد نتج عن هذا التطور والاندماج تفاعل الثقافة العلمية ومنجزات العلم والتكنولوجيا بالظاهرة الاتصالية، وأصبحت تكنولوجيا الاتصال عنصرا أساسيا من خلال عمليات الابتكار في مختلف أشكال التعبير والتواصل، حيث نلحظ تهافت أفراد المجتمع على استخدام تقنيات الاتصال في علاقاتهم الاجتماعية، وهكذا أحدثت التكنولوجيا الحديثة أثرا على الأنماط التقليدية في التفاعل الاجتماعي.
فقد حولت وسائل التكنولوجيا والأجهزة والأنظمة الاتصالية الحديثة المتطورة العالم إلى قرية صغيرة بين أيدينا عند استخدامها وفق الشكل الصحيح؛ وذلك باختصارها للمسافات والزمن، وإذا أسيء استخدامها فإنها لن تصب في خدمة الإنسان والمجتمع ككل، فالشباب يستعملون الإنترنت والهواتف الذكية كوسيلة للاتصال مع الأشخاص المقربين منهم عاطفيا، ويتصرفون في معظم الحالات بدون وازع أخلاقي وديني؛ مما يجعل هذه الوسائل تعود عليهم بالسلب.
يعيش شبابنا مشكلات كثيرة لا يمكن حصرها؛ وذلك راجع إلى نسبتهم بين مجمل السكان، والنمو المتسارع في عددهم وبالتالي تتزايد الحاجات الخاصة بهم، من الناحية التعليمية والعملية والاجتماعية والاقتصادية، أضف إلى ذلك ظاهرة استهلاك تكنولوجيا الاتصال الحديثة خصوصا كثرة استخدام الهواتف الذكية والإنترنت، وما يتبعها من ظواهر سلبية تنعكس بصورة لا إرادية على علاقة الشباب بمجتمعهم و بوطنهم.
إن المتغيرات والتطورات الحاصلة في أنظمة تكنولوجيا الاتصال، وسوء استخدامها أدى إلى حالة الاغتراب الاجتماعي، والتي تشمل علاقة الشاب بذاته وبالآخرين، كما تشمل جوانب اجتماعية ونفسية، بفعل انهيار العلاقات الاجتماعية التقليدية، كعدم الرضا والرفض لكل قيم المجتمع والأسرة والمدرسة.
يدور مفهوم الاغتراب حول الشعور بعدم الانتماء، وانعدام الشعور بالحياة، والعجز عن التوافق سواء مع النفس أم مع الآخرين، كما أن الاغتراب يرتبط بعدة أبعاد من أبرزها: العزلة الاجتماعية، والشعور بالعجز، والنظرة السلبية، وعدم الهدفية، وتنامي حالة الرفض والتمرد، وسوء التكيف، والتعرض للأمراض النفسية والجسمية، والانحرافات بمساراتها المتعددة كالخروج على النظام، والتمرد والشذوذ والتعصب، وفقدان الحس الاجتماعي، والسلبية واللامبالاة.
إن استعمال وسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة تعود لطبيعة الشخص المستخدم، ومدة استعماله لها؛ فقد تستعمل في إنجاز الأعمال المهمة الصالحة للإنسان، أو تستعمل من أجل العبث وتمضية الوقت.
لن تستطيع أية دولة تطبيق قوانينها الخاصة بوسائل تكنولوجيا الاتصال، ويبقى أمامها حل مهم؛ يتمثل في تعزيز خط دفاعها الأمتن: جهاز المناعة الذاتية المعتمد على تقوية مؤسسات التنشئة الاجتماعية بغية التمكن من إنشاء أجيال أكثر نضجا وقدرة على التصدي لسلبيات الاستخدام السيئ لهذه الوسائل، بالإضافة طبعا إلى مواجهتها تكنولوجيا ورفع تحدي المنحرفين عبر الإنترنت بمقارعتهم موقع بموقع، أو بالعمل على غربلة معلوماتهم ومواقعهم، ومحاولة ابتكار تقنيات برمجية ترميزية تمكنه من تصفية أو تشويش الرسائل والصور التي لا تتوافق مع الذوق العام، وقيم وعادات بعض الحضارات، ثم تدعيمها بقوانين ردعية.
ولا يمكن أن يتم هذا الترشيد والتوجيه السليم إلا من خلال:
تطوير المجال التعليمي في حقل وسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة من خلال تحديث المناهج والوسائل، وتنوير الشباب لسلبيات استخدام هذه الوسائل، إضافة إلى المعالجة الصريحة للمشكلات؛ ككيفية التعامل معها وتوجيههم إلى كيفيات الاستعمال الصحيح، ومساعدتهم في توفير الحاجات النفسية، وكذلك فتح المجال أمام الأنشطة الشبابية عبر تشجيع المنظمات والأندية والاتحادات لتطوير نمط الاتصال التفاعلي المباشر، مع العمل على استيعاب طاقات الشباب وإشراكهم في تنمية علاقاتهم بمجتمعهم ووطنهم.
كما يجب أن لا نغفل الاهتمام بالإعلام الشبابي وفي مختلف الوسائل، وتصميم برامج متخصصة؛ تتناول قضاياهم ومشكلاتهم، وكذا تعليمهم المهارات اللازمة لحل مشكلاتهم، والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى الأمراض النفسية والاجتماعية، بأن يتعاملوا مع وسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة من أجل خدمة الإنسان، لا من أجل العبث بها، بحيث يكون التصرف مع هذه الوسائل بطريقة حضارية وبوازع ديني وأخلاقي وقيمي، مع العمل على زرع فكرة أساسية لدى الشباب بكون هذه الوسائل لا تغني عن التحدث مع الآخرين.
إن تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية، وتعزيز دورها يضمن لنا حماية الشباب من الآثار السلبية لوسائل تكنولوجيا الاتصال الحديثة.
كما لا ننسى دور الأولياء في مراقبة ومتابعة الأبناء وهواتفهم ومشاهداتهم، وتقديم النصح والإرشاد لهم، ووضع قيود من طرف الأولياء للأطفال وتجنيبهم الرسائل الاتصالية الهدامة.

شبكات التواصل الاجتماعي  .. تحقيق الذات بعيداً عن الجغرافيا



تقوم مواقع الشبكات الاجتماعية على شبكة الويب بتسهيل التفاعل الشخصي بصورة متزايدة عبر العالم. وقد تضمنت قائمة الشبكات الاجتماعية حول العالم حوالي 50  شبكة اجتماعية تضم كل منها أكثر من ملايين المستخدمين المسجلين. ويؤكد الخبراء في مختلف البلدان والأقاليم الثقافية على ربط شبكات اجتماعية معينة بمناطق ودول معينة، فموقع "فيس بوك" مرتبط بالولايات المتحدة الأمريكية، و"أوركوت" بالهند، و "ميكس" باليابان، و "لونارستورم" LunarStorm بالسويد، و "بيبو" Bebo بالمملكة المتحدة، و "فريندستر" بجنوب شرق آسيا، و "هاي فايف" بالبرتغال وأمريكا اللاتينية، و "ساي وورلد"Say world  بكوريا.
ويثير الاستخدام المتزايد والمتسارع لمواقع الشبكات الاجتماعية في مناطق العالم المختلفة تساؤلات حول مدى تأثير استخدام هذه المواقع على المعايير والممارسات المهنية في مجال الاتصال والإعلام . لذا، فقد أجريت عدداً من البحوث في هذه السبيل يناقش بعضها حقوق الخصوصية التي يمكن أن يتمتع بها مستخدمو هذه المواقع، ومدى تطور الإطار التشريعي التي يمكن تفسير هذه القضية من خلاله، فيما ركزت أبحاث أخرى على الفوائد التي يجنيها المستخدمون لبعض المواقع المهتمة بمجال المال والأعمال ، وتتناول أبحاث أخرى سلوكيات مستخدمي هذه الشبكات في أثناء وجودهم عليها، بما في ذلك تأثيرات هذه السلوكيات على بيئة العمل.
إن بناء المساحات الافتراضية Architecture of Virtual Spaces يشبه كثيراً بناء المساحات المادية الحقيقية Physical Spaces، وهو ما يوحي على الفور ويمكن أيضاً من خلق مناخ للتفاعل. وقد ارتبط بناء المساحات على شبكة الإنترنت بمجموعة من السلوكيات يمكن النظر إليها على أنها قامت بتحرير التعبير Liberating Expression من الأغلال التي كانت تكبله، وذلك عن طريق المجهولية Anonymity التي يمكن من خلالها عدم الإفصاح عن الهوية الحقيقية للفرد، أو محاكاة الحياة الحقيقية في البيئة الافتراضية Virtual Environment. وهكذا، فإن البحوث الأولى قامت بدراسة كيفية تأثير المعالم البنائية للمساحات الافتراضية على تقديم الذات Self-Presentation والتعبير عن الذات. ومؤخراً، ركزت البحوث على العناصر التصحيحية والبنائية للشبكات الاجتماعية على الإنترنت، التي يتم توظيفها لدعم مشاركة الاتصال، ودعم العلاقات الاجتماعية لهذا الجيل عن طريق الإنترنت، وتعزيز الاتصال الفعال.
إن الهوية Identity والمجتمع Community قدمتا لفترة طويلة مفاهيم محورية مثيرة لباحثي وسائل الإعلام الجديدة. وبالتمكين من التعبير عن الهوية Identity Expression والبناء المجتمعي Community Building، صممت مواقع الشبكات الاجتماعية، بصفة مبدئية، لتتمحور حول الجمهور؛ فموقع Facebook في الوقت الراهن يتكون من 47 ألف كلية ومدرسة ثانوية وموظفين وشبكات إقليمية، ويتعامل مع 600 مليون بحث عن أفراد أو أصدقاء قدامى، وأكثر من 30 بليون صفحة يتم مشاهدتها شهرياً.
إن تطبيقات الشبكات الاجتماعية على الإنترنت تتيح للمستخدمين أن يقوموا بخلق ملامحهم الشخصية Profiles من خلال البيانات التي يكتسبونها، وعرض الصور، والاتصال بالأصدقاء الذين التقوهم على الإنترنت أو في الواقع الحقيقي بعيداً عن الإنترنت ، ومشاهدة البيانات الشخصية للآخرين، لذا يُعد موقع فيس بوك في المرتبة السابعة من حيث الجماهيرية والتفضيل لمستخدمي شبكة الإنترنت.
ويتيح موقع "لينكيد إن" LinkedIn للمستخدمين خلق بيانات شخصية مبنية على خلفياتهم الوظيفية أو المهنية، ليتم ربط هذه البيانات بوسائل اتصال مهنية Professional Contacts سواء داخل أو خارج الشبكات المهنية. لذا يأتي موقع LinkedIn متأخراً كثيراً في التصنيف عن فيس بوك ، حيث يمثل المرتبة 193 في ترتيب المواقع من حيث جذب مستخدمي الشبكة، محققاً 500 مليون صفحة يتم مشاهدتها خلال الشهر.
وفي الآونـــة الأخــيـرة، تم استنســـــاخ ما يطـلــق عليه "فيــــس بــوك للقـلــــــــــة" "A Facebook for the Few" من خلال صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ومن هنا تم إنشاء موقع "سمول وورلد" Small World وهو شبكة اجتماعية خاصة يمكن للفرد أن ينضم إليها فقط، إذا وجهت له دعوة من قبل الأعضاء. ويخدم Small World جمهوراً أقل عمومية، لذا فإن ترتيبه 9571 وفقاً لتقارير المرور إلى الإنترنت.
وعلى الرغم من أن مواقع الشبكات الاجتماعية تعمل على تمكين الأشخاص من تقديم أنفسهم Self-Presentation وبناء روابط اتصالية بينهم ، لكنها تصبح ناجحة عندما تستخدم  معالم بنائية لخلق أكواد رمزية Symbolic Codes يمكنها تسهيل الاتصال وخلق ثقافة الواقع الافتراضي Culture of Real Virtuality.
إن البحوث التي أجريت على مواقع الشبكات الاجتماعية تدرس طريقة تكوين هذه الشبكات والحفاظ عليها، بحيث تدعم الروابط الاجتماعية القائمة والجديدة. وغالباً ما تكون وحدة التحليل في هذه البحوث التفاعل أو الصلة بين الأفراد Interaction or Relation التي يتم قياسها بالروابط Ties التي تقام بواسطة الأفراد محققة علاقة , وقد تكوّن وحدة التحليل أنماط التبادل Types of Exchanges، أو تكرار الاتصال Frequency of Contact، أو مدى قوة الروابط Strength of Ties، أو الحميمية Intimacy، أو العناصر الكيفية للعلاقات، أو حجم الشبكات، والانتشار المحلي أو الإقليمي أو العالمي للشبكات، علاوة على عديد من المتغيرات الأخرى.
وقد توصلت الدراسات التي أجريت على "نتفيل" Netville، وهي ضاحية متصلة بالإنترنت أشبه بقرية للإنترنت أو قرية ذكية تقع على حدود العاصمة الكندية تورنتو، إلى أن التفاعل على الإنترنت غالباً ما يخدم كتفاعل بديل للاتصال الشخصي التقليدي بدرجة تجعل له تأثيراته الإيجابية على العلاقات الاجتماعية.
وتمثل مواقع الشبكات الاجتماعية امتداداً طبيعياً للعلاقات الاجتماعية الحقيقية، حيث إنها تربط شبكات الأفراد الذين قد لا يتشاركون المكان نفسه، ومن هنا يمكن تعريف مواقع الشبكات الاجتماعية على أنها: "خدمات توجد على شبكة الوب تتيح للأفراد بناء بيانات شخصية Profile عامة أو شبه عامة خلال نظام محدد، ويمكنهم وضع قائمة لمن يرغبون في مشاركتهم الاتصال ورؤية قوائمهم أيضاً للذين يتصلون بهم، وتلك القوائم التي يصنعها الآخرون خلال النظام".
وعلى معظم مواقع الشبكات الاجتماعية، لا يبحث المستخدمون عن لقاء أشخاص جدد، ولكن يبحثون عن دعم الاتصال بالمجموعة القائمة من الأصدقاء والمعارف. وهكذا، فإن تقديم (البروفايل) وعرض قائمة الأصدقاء والاتصالات وتبادلها مع الآخرين بشكل عام وعلني يشكل القاعدة الأساسية للتفاعل على مواقع الشبكات الاجتماعية. وهكذا، فإن هذه المواقع تدعم الأنماط المتباينة من التفاعل حتى لو اختلفت وتنوعت المواقع. وعلى سبيل المثال، فإن مواقع الشبكات الاجتماعية مثل "فريندستر" www.friendster.com ، و "ماي سبيس" www.myspace.com، و"فيس بوك" www.facebook.com لها تأثير كبير على توجه معظم مواقع الشبكات الاجتماعية الأخرى.
وتعمل الشبكات الاجتماعية على تعزيز الشخصية الاجتماعية للبيئات الافتراضية وذلك من خلال دعم التفاعل الذي بدأ شخصياً , وتم تأسيسه على معايير التفاعل اليومي التي تم تكييفها للنظم المعمول بها على الإنترنت. ووجد البعض أن الأفراد يرسلون إشارات وذلك لخلق نوع من الثقة والهوية في الاتصال على مواقع الشبكات الاجتماعية. فالبروفايل والاتصالات المعروضة تمثل مجموعة من الإشارات للجماهير المحتملة، والتي يتم تفسيرها من قبل المشاهدين، لكي تعكس المصداقية والثقة في المعلومات التي يتم مشاهدتها. ومن هنا، فإن تصميم الموقع يدعم تطور ثقافة معينة أو سلوكيات معينة وأساليب محددة في تقديم الهوية.
ويوظف عدد من الباحثين بنية مواقع الشبكات الاجتماعية كنقطة بداية لمناقشة وبحث الأفكار المتصلة بها، فقد تتبع البعض أنماط المعلومات الشخصية التي من المحتمل بدرجة أكبر أن يتم إفشاؤها على مواقع الشبكات الاجتماعية، مشيرين إلى أن الاختلافات البنائية فيما بين هذه المواقع (مثل فريندستر، ماي سبيس، فيس بوك) قد أسهمت في وجود ميول أو تباينات في إفشاء المعلومات الشخصية، في حين أن البعض الآخر بحث كيف أن الأفراد يفشون المعلومات ويحمون الخصوصية على موقع فيس بوك ، ليجدوا أن معظم المستخدمين يشاركون بعضهم البعض المعلومات الشخصية ويقوم قليل من المستخدمين بتعديل إعدادات الخصوصية Privacy Settings بغية تحقيق مزيد من الحماية. 
وفي غياب مفاتيح كافية للعلاقات، يأخذ الأفراد في مواقع الشبكات الاجتماعية زمام المبادرة من أجل تطوير شفراتهم الخاصة لما قد يفضلونه أو لا يفضلونه فى الاتصال، وبما يعكس اهتماماتهـم وعمـق ارتباطهـم بالآخـرين، وذلك عندما يقدم هؤلاء الأفراد أنفسهم على هذه المواقع، فعملية قبول الصداقة أم لا أمر محـســوم في مـواقــع عــديـدة بواسـطــة السـمــاح للانضـمــام إلى قـوائم الأصـدقــاء، كـمــا يتم التمـيــيـز بين الأصدقاء المقربين "Top" or Close Friends وأصدقاء العمل أو الأصدقاء الذين يتمتعـون بمزايا أقل من حيث الوصول المحدود للمعلومات الشخصية.
وفي الشبكات الاجتماعية التي تتمركز حول الذات Ego-Centered Networks بصفة خاصة، فإن الأفراد في مركز شبكاتهم الخاصة يقومون بمهمة تكييف معايير الشبكة Network Norms لكي تناسب السياقات الشخصية والثقافية والاجتماعية. وعلاوة على ذلك، غالباً ما يفسر مستخدمو موقع الشبكة الاجتماعية المفاتيح التي وضعه الأشخاص في البروفايل الخاص بهم، كالوسائل الموضوعة على "حوائط" الفيس بوك Facebook Walls أو صور الأصدقاء الأعضاء كمدخل للتعرف على شخصية العضو. وفي سياق أبعد ما يكون بشكل ملحوظ عن السياق الغربي Non-Western Context مثل موقع "ساي وورلد" http://www.us.cymorld.com، فإن معالم بنية موقع الشبكة الاجتماعية قد تم تكييفها، لكي تضاهي المعايير الثقافية للمستخدمين ونمط العلاقات لدى الكوريين.
إن مواقع الشبكات الاجتماعية تمكن من الاتصال من خلال دوائر متسعة من الوسائل بشكل غير مسبوق، وهو ما يعمل على الدمج Convergence ما بين أنشطة عديدة منفصلة من بينها البريد الإلكتروني ، الرسائل ، بناء مواقع الوب ، كتابة اليوميات ، تحميل ألبومات الصور أو ملفات الموسيقى أو الفيديو. ومن وجهة نظر المستخدم، وأكثر من أي وقت مضى، فإن استخدام وسائل الإعلام أصبح يعني خلق المضمون كما يعني الاستقبال ، وذلك مع إتاحة الفرصة لسيطرة المستخدم فيما وراء اختيار المضمون المعد سلفاً , والمنتج لجمهور عريض . وتغيرت لغة العلاقات الاجتماعية وأعيد تشكيلها من جديد، بحيث يستطيع الأفراد بناء "البروفايل" الخاص بهم، وجعله عاماً أو خاصاً ، كما يستطيعون التعليق على أو إرسال الرسائل إلى أصدقائهم المقربين "Top Friends" على "حائطهم"، ويمكنهم إعاقة Block أو إضافة Add أفراد إلى شبكتهم.
ويبدو للعديدين أن خلق المحتوى على الإنترنت وإتاحته من خلال شبكة يصبح بالتدريج وسيلة مكملة لهوية الفرد، وأسلوب حياته، وعلاقاته الاجتماعية. وتركز التقديرات المتفائلة على النواحي الجديدة للتعبير عن الذات ، والقدرة على التعايش المجتمعي ، والاهتمام بالمجتمع وقضاياه ، والإبداع والثقافات الجديدة. ويناقش البعض أن خلق المحتوى الشبابي سوف يواجه السيطرة التقليدية للمنتجين على المستهلكين، ويعمل على تسهيل وتيسير خلق ثقافة مستحدثة بين الشباب، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.
ويأمل صانعو السياسات أن تتطور مهارات التعليم الإعلامي من خلال قيام مواقع الشبكات الاجتماعية بالتحول إلى دعم التعلم والمشاركة عبر الإنترنت وحماية الشباب من مخاطر الإنترنت المرتبطة بالتقديم العدواني للذات والاتصال المسيء بالآخرين؛ فالخطاب الإعلامي غالباً ما يعكس الأسلوب الذي يعيشه الفرد في مثل هذا العالم المختلف عن العالم الحقيقي.
وتعكس المخاوف من وسائل الإعلام أوجه القلق المتزايدة لدى الجمهور تجاه الشبكات الاجتماعية. ومن بين العناوين الجاذبة للقراءة في صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، التي توحي بأن "جيل ماي سبيس" My Space Generation ليس لديه إحساس بالخصوصية أو الخجل: "الجيل المصدوم من العثور على الحرية على الإنترنت: أطفال عصر الإنترنت مستعدون لتعرية أجسادهم وأرواحهم بطريقة لم يستطع آباؤهم وأمهاتهم أن يفعلوها مطلقاً".
وثمة عنوان آخر يقول: "أطفال اليوم: ليس لديهم شعور بالخجل، وليس لديهم شعور بالخصوصية". وعلاوة على ذلك، فإنه من المعتقد أن الشبكات الاجتماعية تتسم بالنرجسية كلية، فهذه المـواقـع تركـز على الـذات وتنظـر إلى الــذات فحسب. وباختصار، قد يُنظر إلى هذه الشبكات على أنها مضيعة للوقت ، وتؤدي إلى العزلة الاجتماعية ، والأسوأ أنها قد تسمح للشواذ جنسياً بإغواء الأطفال في غرف نومهم أو قد تجذب المراهقين إلى الانضمام لاتفاقات على الانتحار في الوقت الذي يعتقد فيه الأبوان أنهم يقومون بأداء واجباتهم المدرسية.
وعلى أية حال، ففي عصر الحداثة، يُفهم "تحقيق الذات" من خلال الموازنة بين الفرص والمخاطر. وتنشأ كل من الفرص والمخاطر لأن تحقيق الذات يعد عملية اجتماعية. وتتشكل الذات في الأساس من خلال التفاعل مع الآخرين، لذا فإنه بالنسبة لشباب اليوم، يتضمن تحقيق الذات بصورة متزايدة نوعاً من المفاوضات أو السجال بين الفرص (بالنسبة للذاتية والحميمية والحياة الاجتماعية) والمخاطر (بالنظر للحفاظ على الخصوصية، وتجنب سوء الفهم، وسوء الاستخدام) عند استخدام الاتصال عبر الإنترنت.

مواقع التواصل الاجتماعي واستثمارها في عملية التربية

تعد وسائل الاتصال بين الأفراد  والجماعات من الأدوات الأساسية للتفاعل الاجتماعي، وتتنوع تلك الوسائل وفق حاجة الموقف الاجتماعي وظروف التفاعل فيه. لقد أبدع الإنسان عبر مسيرته الحضارية ابتكارات واختراعات عدة، ساهمت بشكل أو بآخر في عملية التفاعل الاجتماعي المتواصل بين الأفراد؛ إذ قربت المسافات، وذلَّلَت الصعاب من أجل خلق موقف اجتماعي يسمح للأفراد بالتفاعل فيما بينهم, ومن ثم بلورة اتجاهاتهم وقيمهم وتصوراتهم المختلفة حيال ظواهر الكون، دعماً لصور الارتباط الذي يحصل بينهم.

وقد شهد القرن الماضي ثورة معلوماتية عملاقة، ساهمت في إيجاد تقنيات اتصال حديثة، ساعدت على تقريب مجتمعات العالم وربطها في منظومة كونية واحدة. وقد تبلورت تقنيات الاتصال الحديث في قنوات عدة تتمثل في: تقنية البث الفضائي، وشبكة الانترنيت، والهاتف النقال مع تطور التطبيقات التي تدعمها، الأمر الذي  أثر وبشكل فعَّال في إعادة صياغة أنماط التفاعل الاجتماعي فيما بينهم، وتغيير صور العلاقات الاجتماعية، ومن ثم تشكيل نمط جديد للتصورات والأفكار لدى الأفراد حيال الظواهر الإنسانية.

لقد ساعدت التطورات الحاصلة في تكنولوجيا الاتصال والاعلام على زيادة التواصل بين الأفراد على مستوى كافة المجتمعات بمختلف ثقافاتها وتوجهاتها الحضارية، متخطية بذلك كافة الحدود السياسية والثقافية التي فرضتها على شعوبها، والعزلة الحضارية التي كانت تعيشها مختلف الجماعات البشرية. لقد أحدثت شبكة الانترنت بتقنياتها المتسارعة بتطبيقاتها المتقدمة عبر الحاسوب، وكذا الهواتف الذكية درجة عالية من التأثير فاق ما أحدثته وسائل الاتصال والإعلام التقليدية، حيث تضم الانترنت ملايين المواقع التي تتناول كل مجالات الحياة من سياسة واقتصاد وسياحة وأديان وتعارف وغيرها، يجري خلالها أشكال متنوعة للتفاعل الاجتماعي، واضحت مواقع التعارف والتلاقي على رأس الوسائل الرقمية الأكثر شعبية بين أوساط الشباب، والمعروفة بشبكات التواصل الاجتماعي من بينها: ماي سبيس، تويتر، فايس بوك، علاوة على أدلة المواقع الأخرى، والتطبيقات الداعمة للاتصال مثل: الواتس آب، فايبر، سكاي بي، وغيرها من أدوات التواصل. وتعد جميعها آلية للتواصل والتفاعل الاجتماعي بين شعوب العالم اختلاف لغاتهم وجنسياتهم، ومن ثم فهي اضحت من أهم الوسائط المؤثرة في عملية التربية والتنشئة الاجتماعي للأطفال.

لقد طور التقدم التقني للإنترنت وتكنولوجيا الموبايل أشكال جديدة من التفاعلات الاجتماعية، والقدرة على صيانة شبكات المتفاعلين الموزعة على نطاق واسع، وقد أشار (Lugano, 2008: 2 ) إلى أن هذه الأدوات يمكنها أن تستبدل، أو تعيد صياغة التفاعلات المباشرة وجها لوجه، مؤكدا على أن التواصل الاجتماعي غالبا ما يستند على التفاعل الاجتماعي المباشر، أو البحث عن المستخدمين طبقا للمعايير الاجتماعية.

ومع تعاظم تقنيات الانترنت والاتصالات الخلوية عبر الهاتف المحمول ، ومن ثم التواصل والتشبيك بين الأفراد في كل مكان مع بداية القرن الحادي والعشرين، أصبح الهاتف المحمول الآن وسيلة رئيسية للاتصالات عن بعد، واتسع استخدامه حيث صار شعبيا، لقد أصبح الجميع مشغولا بالهاتف المحمول، سيما بعد تعاظم وظائفه بعد أن أدخلت عليه تطورات تقنية هائلة، وظهور أنماط متطورة منه مثل:I phone, I pad, Galaxy...act بأجيالهم المختلفة، استطاعت استيعاب كافة الوظائف والخدمات التي يقدمها جهاز الحاسوب المتطور، وأصبح الهاتف النقال – عند البعض – بديل كاف عن الكومبيوتر، لاسيما ما يتمتع بسهولة حملة واصطحابه في كل مكان، وتأدية كافة الخدمات والإشباعات للمستخدمين من خلاله، الأمر الذي ساعد على انتشار استخدامه بين كافة شرائح المجتمع بكل مستوياتهم العمرية، فلقد وسعت برامج الشبكات الاجتماعية النقالة Mobil Social Software ( Mososo ) عمليات التشبيك الاجتماعي لبيئة الموبايل، ومن ثم أصبح عنصر فاعل في عمليات التنشئة والتربية للطفال، لاسيما.

مع اتساع نطاق استخدام الانترنت النقال، وانتشاره بين مختلف الشرائح، نال موضوع الشبكات الاجتماعية النقالة اهتمام الأكاديميين والإعلام، واسواق الهواتف وعلاقتها بالمجتمع المحلي، وانعكاساتها على عملية التربية. وعلى الرغم من هذا الاهتمام إلا أن عمليات التشبيك والتفاعل الاجتماعي الافتراضي عبر الشبكات الاجتماعية يؤثر على عملية التربية والتغير الاجتماعي. كما أن التفاعل والتواصل الشبكي النقال يسهل من عملية التنسيق للحياة اليومية بين الجماعات الصغيرة؛ ذلك أن برامج الشبكات الاجتماعية وسيلة مهمة للتغير الاجتماعي.

الشبكات الاجتماعية الافتراضية لها القدرة على تشكيل سمات الشخصية الخمسة وتأثيراتها على تعديل السلوك. كما  أن  مواقع الشبكات الاجتماعي لها أهمية في عملية التعلم وإمكاناتها في تنمية الشخصية الشابة. كما ناقش البعض تأثيرات مواقع الشبكة الاجتماعية الافتراضية على كل من الفرد والمجتمع بصورة بنيوية، حيث تمكن الأفراد من اكتشاف المعلومات، والتواصل مع الآخرين ومشاركتهم تلك المعلومات، ولها القدرة على: انتشار المعلومات ت بصورة سريعة،  وترتيب الاجتماعات واللقاءات، كما أن التطبيقات المتطورة لها القدرة الكبيرة على تنظيم الجماعات، والمشاركة في العمل الجمعي، وتعبئة الأفراد، والانضمام الى المجتمع المدني، وزيادة المشاركة الاجتماعية، وتنمية قيم التطوع عند افراد المجتمع، والقدرة على تنسيق العمل الاجتماعي وحراكه.

كما أشارت بعض الدراسات الأجنبية الى العلاقة بين استخدام الطلبة لتطبيقات التواصل الاجتماعي وتنمية رأس المال الاجتماعي، لدى طلاب جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية، واكتشفوا أن كثافة استخدام الطلاب لموقع التواص الاجتماعي Face book أدى إلى تكوين اتجاهات وسلوكيات ايجابية، أدت إلى تحسين راس المال الاجتماعي للأفراد؛ إذ أن كثافة الاستخدام ساعدت على ارتفاع درجة الرضا عن حياة الفرد، وزادت من الثقة الاجتماعية، وعمقت الارتباط بمؤسسات المجتمع المدني والمشاركة السياسية.

§        التواصل الاجتماعي وكيفية الاستفادة في تربية النشء

لقد أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي اليوم من المؤسسات المهمّة التي تقوم بدور مهم في تربية النشء وإكسابهم عادات وسلوكيات صحيحة وأداة مهمة من أدوات التغيير الاجتماعي وقد اهتمت المؤسسات الاجتماعية والتربوية بوضع البرامج والأنشطة للطلاب، وذلك بقصد الاستفادة من إشغال وقت الشباب بما يفيدهم، علاوة على زرع جوانب وأمور مهمة وتنميتها في شخصية الطالب. إن العملية التعليمية ليست مجرد عملية تلقين المعلومات والمعارف للطلاب فقط ، وإنما هي عملية مفيدة لبناء شخصية الطالب من جميع النواحي، وبث روح المسؤولية الاجتماعية والاعتداد بالذات، وتحمل المسؤوليات في الحياة ، ومحاولة إيجاد التوازن المتكامل في جميع جوانب الشخصية. وقد تنبه التربويون لأهمية مواقع التواصل الاجتماعي ودورها في صقل شخصية الشباب وتنميتها وبخاصة أن الدراسات التي أجريت في عام ( 2010 ) دلت نتائجها أن عدد المستخدمين العرب لموقع "الفيس بوك" يصل إلى ( 15 ) مليون شخص، وقد دلت الدراسات الحديثة أن عدد المستخدمين العرب يزداد بمعدل مليون شخص كل شهر، ومن المفارقات اللافتة أن عدد مستخدمي "الفيس بوك" العرب يفوق عدد قراء الصحف في العالم العربي.

وقد يرى البعض أن رعاية الشباب تتمثل في توفير ألوان من النشاط أو الخدمات أو إقامة المؤسسات الرياضية والاجتماعية لشغل وقت الفراغ، بيد أن هذه الرعاية لا تمثل سوى جزءً من احتياجات الشباب في ظل ما توفره التكنولوجيا الحديثة من إمكانات ضخمة يمارس من خلالها الشباب نشاطات مختلفة تؤثر في سلوكهم وأنماط شخصياتهم، فالسلوك الإنساني عبار ة عن العمليات التي تتم بين الفرد بكل مكوناته العقلية والنفسية والاجتماعية والوسط أو البيئية بكل ما فيها من ظروف ومواقف وعناصر اجتماعية وثقافية. وهو أساس التفاعل بين الأفراد والجماعات والمجتمعات.

إن الشاب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي يستفيد من الأنشطة والبرامج المتاحة له، ويتفاعل مع غيره من الناس من خلال هذه الأنشطة المتاحة، وبذلك يتبادل أنواعًا السلوك الإنساني مع غيره فيفيد ويستفيد من غيره، ويتعلم أنواعًا من السلوك، ويكتسب خبرات إيجابية من خلال ذلك التفاعل والأنشطة، ويحاول أن ينمي لنفسه الإحساس بالمسؤولية والاعتماد على الذات من خلال هذه العمليات والأنشطة وهو يقوم بذلك من خلال المشاركة مع الآخرين من الجماعات الأخرى على صفحات الفيس بوك. ذلك أن، الجماعة عبارة وحدة اجتماعية مكونة من مجموعة من الأفراد تربط بينهم علاقات اجتماعية، ويحدث بينهم تفاعل اجتماعي متبادل فيؤثر بعضهم في بعض، كما يعتمد بعضهم. وهنا يتضح أهمية التفاعل مع الآخرين من خلال الأنشطة المختلفة في الجماعات التي يمكن تكوينها من مواقع التواصل الاجتماعي وتتخطى الحواجز والحدود حدوث التأثير والتأثر واكتساب الخبرات وتنمية المسؤولية في الذات من خلال هذه الأنشطة والتفاعل بين الأفراد.

إن النشاطات الاجتماعية تعد ضرورة ملحة تتطلبها مراحل الطفولة والشباب بصورة خاصة، فهي تعد مصدرًا من مصادر الكشف عن مواهب الشباب وإمكانياتهم وميولهم في شتى مجالات الأنشطة الثقافية والاجتماعية، فالتنمية لا يمكن أن تتم بدون إعداد الشباب الذي هو أداة للتنمية ، فبقدر ما يتوفر له من صحة وحيوية وقدرة وابتكار ، وإبداعية ومهارات مهنية وتقنية ، وإحساس بالمسؤولية بقدر ما يتوفر للمجتمع القدرة الذاتية على النمو والتطور.

وقد أكدت البحوث السوسيولوجية والتربوية أن شغل أوقات الفراغ بصورة إيجابية وبطريقة مخططة يساعد كثيرًا في تعديل السلوك لدى المستخدمين ، ويساعد على تربية الناشئ من جميع جوانبه النفسية والاجتماعية والروحية والسلوكية والعقلية ، كما أن استغلال أوقات الفراغ لديهم في الأنشطة المختلفة يحقق ميولهم وذواتهم ، وتشبع بعض حاجاتهم النفسية كالحاجة إلى التقدير، والحاجة إلى الحب، والحاجة إلى الانتماء واللعب والمرح وتنمية المهارات والهوايات المختلفة ، وصقل المواهب، وتحقيق القدرات وتنميتها وإكساب كثير من الخبرات المفيدة. وتعد الأنشطة المختلفة التي يمارسها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي سواء أكانت أنشطة ثقافية أو اجتماعية أو فنية من الأمور المهمة جدًا لإيجاد وتنمية المسؤولية الاجتماعية لدى الأطفال والشباب وتنميتها، وإيجاد المواطن الصالح من خلال غرس وتنمية القيم والمعايير الاجتماعية في نفوسهم وتنميتها.

لقد أشارت الدراسات الحديثة لكاتب هذا المقال أن التفاعل الاجتماعي عبر تقنيات الواصل الاجتماعي قد أدى الى عدة صور من الانعكاسات الايجابية على الشخصية، كان أهمها:

§          ارتفاع التأثيرات الناتجة عن التفاعل الاجتماعي الشبكي عبر مواقع التواصل الاجتماعي على جوانب الشخصية ، من حيث:

مرونة الشخصية ، وقدرتها على التفاعل الانساني عبر الفضاء الإلكتروني، وامتلاكها لأدوات التواصل والاتصال الإنساني مع الآخر ضمن الثقافات المختلفة، بالإضافة إلى القدرة على التفاهم والتعبير عن الذات.

§          التأثير الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي في صقل قدرات الشباب الجامعي على التواصل والتفاهم الحضاري، وتعميق قدراته على احترام الري والرأي الآخر، والتعاون المثمر مع الآخرين وفي هذا السياق نوصي باستثمار هذه التقنيات في التربية و التوعية من خلال هذه الشبكات، وبث الأفكار الإيجابية التي تدعم هذا الاتجاه، وتشجيع الشباب على إقامة الحوار البناء؛ لما له من عظيم الأثر في بناء الشخصية السوية.

§        تدعيم أواصر الانتماء الوطني، وتحديد ملامح الهوية الثقافية للشباب، ومن ثم توطيد العلاقات بين ابناء الوطن الواحد، سواء كانت العلاقات مباشرة أو غير مباشرة، ومن هذا المنطلق يجب استثمار هذه المواقع في تأكيد الهوية الثقافية للشباب وتعضيد روح الانتماء الوطني.

§        تثري مواقع التواصل الاجتماعي منظومة قيم الشباب نحو المشاركة الاجتماعية وتدعم قيم التطوع لديهم، لذا يجب تطويرها بحيث تعتمد كقناة ووسيلة تربوية أساسية لتنمية روح التطوع والمشاركة الاجتماعية، وأن تقدم لمجتمع الشباب بوصفها آلية لبث الفكر التطوعي، والحث عليه، مع تطوير قدرات الطلاب ودعم إمكاناته للمشاركة بفاعلياته التطوعية من خلال هذه الشبكات.

§        تساعد مواقع التواصل الاجتماعي بما تتضمنه من خدمات متنوعة من - للمعارف، والأخبار، والمعلومات، والنشر، والتدوين، والتعليقات على المادة المنشورة- على تنمية الوعي الاجتماعي لدى الشباب بمجريات الأحداث على المستويين المحلي والدولي، كما تساعد على مناقشة الكثير من القضايا التي تتعلق بتلك الأحداث بالتعليق والمشاركة في صياغتها، وهو أمر تزداد معه الحاجة الى دعم هذه المواقع بالصحيح والأخبار والمعلومات دون زيف أو مغالاة.

§        يساعد التفاعل الاجتماعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي على تضاؤل مختلف أشكال التمييز الاجتماعي؛ نتيجة تفاعل الجميع حول قضايا الاهتمام، دون تمييز؛ لذلك، يجب استثمار تلك المواقع الشبكية في تفيل مختلف أشكال الحوار بين الفئات الاجتماعية، وتوجيه الشباب وتوعيتهم بأهمية مناقشة القضايا المطروحة في تلك المواقع؛ وذلك بهدف إذابة كافة أشكال التمييز بين البشر على مختلف مستوياتهم العمرية والنوعية والعرقية.

§        ساهمت التفاعل الاجتماعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي في إثراء راس المال الاجتماعي وتنميته لدى الشخصية الشابة؛ نتيجة انضمام الشاب الى مجموعات شبكية متنوعة.

§        التخطيط لبرامج توعوية الكترونية، تهدف إلى تشكيل ثقافة الكترونية افتراضية لدى ابناء الأمة، تتسم التأكيد على الهوية الثقافية والدينية للمجتمع، وتحذرهم من الأخطار الناتجة عن الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا عموما، ولمواقع التواصل الاجتماعي خصوصا.

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي " الفيس بوك" في العالم العربي



في زمن أصبح فيه التنبؤ بما يحدث في المستقبل من الصعوبة بمكان وفي عصر التقنيات تطل علينا وسائل الاتصال بتطوراتها المذهلة معمقة هذا الشعور فاسحة المجال لنتائج وتغيرات لا يمكن التنبؤ بها ولكن الأكيد أنها احد عوامل التغير الاجتماعي.
فلقد أدى التطور المتسارع لوسائل الإعلام والاتصال إلى إحداث ثورة حقيقية وتغيرات جوهرية مست جميع مجالات الحياة.وبدأت أثار هذه التغيرات على مستوى الجماعات والأفراد ليس على المستوى المحلي فقط بل تعدى ذلك إلى المستوى العالمي.محدثة ظواهر جديدة وتأثيرات مباشرة على مختلف التنظيمات والبنى الاجتماعية .وقد ساهم في كل ذلك ما بات يعرف بشبكات التواصل الاجتماعي التي أصبحت وسيلة الاتصال المؤثرة في الأحداث اليومية بحيث أتاحت الفرصة للجميع شباب ،سياسيين، وباحثين لنقل أفكارهم و مناقشة قضاياهم السياسية والاجتماعية وما يرغبون في نقله متجاوزين في ذلك الحدود الطبيعية إلى فضاءات جديدة لا رقيب لها. وحتى الحكومات والمنظمات غير الحكومية أصبحت تستعمل هذه الشبكات من اجل إيصال أفكارها وتحقيق أهدافها المختلفة.
وهكذا يمكن القول أن شبكات التواصل الاجتماعي (الفايس بوك/ تويتر)أحدثت طفرة نوعية ليس فقط في مجال الاتصال بين الأفراد والجماعات بل في نتائج وتأثير هذا الاتصال ،إذ كان لهذا التواصل نتائج مؤثرة في المجال الإنساني والاجتماعي والسياسي والثقافي.إلى درجة أصبحت احد أهم عوامل التغير الاجتماعي محليا وعالميا وذلك بما تتيحه هذه الوسائل من إمكانات للتواصل والسرعة في إيصال المعلومة .بحيث لم تعد لوسائل الإعلام التقليدية القدرة على إحداث هذا التغيير بل تقف عاجزة أمام التأثير المباشر والفعال لشبكات التواصل الاجتماعي. والأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة العربية أو ما بات يعرف بالربيع العربي خير دليل على قوة تأثير هذه الوسائل.  وقد بلغ زوار و مستخدمي الفيسبوك 32 مليون مستخدم في عام 2011 و قد ارتفع عدد مستخدميه الى 50 بالمائة مقارنة بالاعوام الماضية كذلك تعتبر المواقع الاجتماعية محركة الثورات العربية 2011.
و أن الفئة الأكبر لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك هم من فئة الشباب ذكور وإناث أكبر فئة من سن الشباب لمستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك هم سن (24سنة) وهذا يعني ان من كان يتحكم في الثورات في المجتمعات العربية  الشباب هم الجيل الذي أوصي به الرسول لقوله ( نصرت بالشباب)
وآخر إحصائية ظهرت عن مؤسسة كوم سكور العالمية للإحصاءات والدراسات ، أعلنت أن موقع التواصل الإجتماعي الأشهر ” فيسبوك “ هو أكثر موقع على الإنترنت زيارة فى العالم ، بواقع 836,7 مليون زيارة شهرياً ..
يأتى فى المركز الثاني مُحرك البحث ” غوغل “ بحوالي 782,8 مليون زيارة ، يليه موقع الفيديو ” يوتيوب “ بمعدل 721,9 مليون زيارة .. ثم موقع ” ياهو “ فى المركز الرابع بـ 469,9 مليون زيارة .. واحتلت الموسوعة الحرة ويكيبيديا المركز الخامس بحوالي 469,6 مليون زائر..
المميز فى هذا العام أن هناك 5 مواقع صينية كُبرى وجدت مكانها ضمن المراكز العشرين الأولى عالمياً .. فبعد المركز السادس الذي حصلت عليه خدمة البريد الإليكتروني ” Live.com “ من مايكروسوفت ، جاء فى المركز السابع المحرك الصيني ” QQ.com “ ..ثم موقع ” Microsoft.com “ فى المركز الثامن ، يليه مُحرك البحث الصيني ” Baidu.com “ .. وجاء الـ msn.com فى المركز العاشر ..
أعلن مارك زوكربيرغ، مؤسس شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن تخطي الموقع حاجز المليار من المستخدمين الفعالين شهرياً. وشكر زوكربيرغ في رسالة نشرها على الموقع، المستخدمين ووعد بالعمل لجعل فيسبوك مكاناً أفضل لمستخدميه يوماً بعد يوم.
وإضافة إلى ذلك، نشر الموقع عدداً من الإحصائيات التي تبين مستوى النجاح الذي وصلت إليه الشبكة الاجتماعية، وبحسب الأرقام فإن 600 مليون شخص يستخدمون فيسبوك عبر الهاتف المحمول شهرياً. وأن متوسط عمر المستخدمين الجدد 22 عاماً منخفضاً من 23 قبل عامين، و26 قبل أربعة أعوام.
وشهد فيسبوك حتى الآن ما مجموعه 1.13 تريليون عملية “إعجاب” Like، وتم رفع أكثر من 219 مليار صورة.
ويشير مصطلح “المستخدم الفعّال” إلى المستخدم الذي يقوم بتسجيل دخوله في الموقع مرة واحدة شهرياً على الأقل، ولم تقم فيسبوك باحتساب الحسابات المزورة أو التي تنشر الرسائل المزعجة، وهي الحسابات التي بدأ فيسبوك بحذفها مؤخراً.
يذكر أن فيسبوك كان قد أعلن في يونيو/حزيران الماضي عن وصول عدد مستخدمي الموقع إلى 955 مليون مستخدم فعّال، وقد استغرق الأمر أقل من أربعة أشهر للحصول على الـ45 مليون مستخدم كي يصل العدد إلى المليار مستخدم هذا اليوم، ما يعني أن واحداً من كل سبعة أشخاص على وجه الكرة الأرضية يستخدم فيسبوك مرة واحدة شهرياً على الأقل.



لكل شيء في هذه الحياة ايجابيات وسلبيات ومن أهم ايجابيات الفيس بوك كونه يزود الشخص بالمعومات والمعرفة والتواصل مع الآخرين من اجل تحقيق هدف ما يعود عليه بالنفع في حياته سواء أكانت علمية أو غير ذالك, ولقد ساعد على انتشار علاقات بين الشباب بعضهم وانتشار الثقافات المختلفة وانتشار اللغات. ,.  إن مواقع التواصل الالكتروني لها تأثير سلبي في العلاقات الاجتماعية، إذ «تقلل متانة العلاقات بين البشر، وتساعد على الغزو الثقافي، وتتسبب كثرة استخدامها في مشكلات اجتماعية وأخلاقية وصحية، وتؤدي إلى العزلة، وخلخلة علاقات الشباب بعائلاتهم، وتذمرهم من زيارات الأقارب»، معرباً عن أسفه لأن «التواصل العائلي فقد كثيراً من جوانبه الإنسانية، واستبدلت الزيارات العائلية في المناسبات والأعياد برسالة نصية من الهاتف الجوال».

إلا انه كان الفيس بوك أثار سلبية على الشباب واهم السلبيات:


*
الإدمان والعزلة الاجتماعية 
فلا شك أن صفحة الفيس بوك مغرية وتجذب الشباب بشكل خطير جدا وينتهي بها الأمر إلى الإدمان الذي يؤدي إلى العزلة عن المجتمع مم يؤدي إلى هدر في الطاقات ويبدو الوقت بلا قيمة ولا معنى وخصوصا لدى الشيلي الذي ترك يواجه الفراغ والبطالة والعجز والإحباط وفقدان الأمل في مستقبله, فيبحث عن تسلية وقته في حجرات الدردشة التي تتحول مع الوقت إلى إدمان أشبه بإدمان المخدرات لايمكن الخلاص منه فيظل منهم مرابطا أمام هذه الشبكة بالساعات المتواصلة التي تزيد أحيانا عشر ساعات في اليوم الواحد.



*
ظهور لغة جديدة بين الشباب 
تتميز هذه اللغة بأنها مصطلحات خاصة لا يعرفها إلا من يعاشرهم باستمرار ويعرف تتللك المصطلحات يستخدم الشباب العربي في محادثتهم عبر الانترنت مصطلحات تهدد مصير اللغة العربية! تحولت إلى رموز وأرقام مثل الحاء "7" الهمزة "2" والعين"3" الخ... إلى أين شبابنا سيوصلون بالغة العربية ؟!! أصبح هذا المجتمع لا يبشر بالخير على طلاق الخاصة في مجتمعنا العربي الذي يبتعد فيه حيث الهم يؤلفون هذه اللغة في مواجهة الآخرين والتباهي والتفاخر يجب على الأهل ضرورة مراقبة أبنائهم والتحلي عن الثقة الزائدة التي ترفع بالشباب إلى هاوية جديدة من الضياع والإفلاس القيم الأخلاقية وتدمير اللغة العربية عبثا يجب على المجتمع العربي تبني عدة برامج وان يحول هذه الطاقات المهددة من طاقات سلبية تهدم وتدمر وتخرب إلى طاقات ايجابية تبني المجتمع وتقود به إلى الإمام وانقاظ شبابنا نحو مستقبل أفضل.

لا يخفى علينا بأن موقع “فيس بوك” قد ضرب بتقاليدنا عرض الحائط، حيث سمح بالتعارف بين الجنسين من العالم العربي. أصبح “الفيس بوك” اليوم، أشبه بموقع تعارف،وذلك بدون رقابه! ولكن بالنظر من زاوية أخرى، قدم الموقع «قيمة» لم يستطع العالم العربي والإسلامي الاحتفاظ بها كما أمرنا رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم |لا وهي.. صلة الرحم..
نعم، لقد اقتحم الموقع جدران البيوت الممتلئة بالعوازل الطبيعية والاصطناعية،لقد اقتحم أيضا، مشاغل العمل بل أصبح بمثابة الواجبات العائلية.. عند البعض!
كثير منا من فقد صديقا عزيزا عليه فلنقل درسا معا في سنة من السنوات، انتقلت حياتهم من مكان لأخر.. نسو بعضهم البعض.. أو بالأحرى لم يتمكنوا من الاتصال من جديد 
قدم هذا الموقع خدمة كبيره، حيث انه بالإمكان البحث بالاسم، بالبريد الالكتروني،باسم مقر العمل أو حتى باسم مدرسة قد درس فيها سابقا .
لقد أتاح الموقع صلة الرحم ولكن بطريقة إلكترونية جديدة، أصبح بالإمكان التعرف على الجديد باستخدام الموقع، أصبح الآن بالإمكان التعرف على آخر رحلات «شخص معين»،أصبح أيضا بالإمكان مشاركة صور للشخص أيضا.
هذا يعني بان هذا الموقع بات يشبه السيف ذو الحدين، حد طيب القلب وحسن النية،بإمكانه المساعدة إن أردت ذلك والحد الأخر الحد الجارح للكرامة والغيرة على الشعب العربي عامة.

في هذا السياق تأتي أهمية هذه الدراسة
القديم ليس الحديث ثورة المعلومات وعلوم التكنولوجيا وتطورها المتتالي والمسلسلة حولت العالم كله إلي قرية صغيرة جدا حيث أصبح باستطاعة الشخص أن يحادث صديقه في أبعد الدول وبسرعة فائقة لا تتجاوز الثواني وفي ظل هذا التقدم العلمي والتكنولوجي ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك يوتيوب تويترالمدونة أو ما تستطيع أن تسميه الفيس بوك وإخوانه حيث أن أصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لدي المجتمعات الدولية بشكل كبير وذلك في الآونة الأخيرة من عام 2010م حيث أنها كانت هناك شعوب تخاف من أنظمتها والسلطة الحاكمة إلي أن استخدام عقول الشباب في المجتمعات في مواقع التواصل الاجتماعي والفيس بوك بشكل منظم وهادف حيث أن الشباب في المجتمعات شكلت قوة اكبر من الأنظمة الحاكمة في الدولة حيث أصبح من الممكن مواجهة الأنظمة بهذه القوة وتراجع وضعف الأنظمة الحاكمة أمام هذه القوة مثال ذلك ما حدث في (مصر –ليبيا –سوريا –اليمن) إلي أنه هناك شعوب قد تحررت من الأنظمة الحاكمة وشعوب ما زالت تعمل علي التحرير وتأتي في المقدمة فلسطين التي كانت هبة الشباب الفلسطيني فيها في الضفة الغربية وقطاع غزة يهدف "الشعب يريد إنهاء الانقسام", "الشعب يريد إنهاء الاحتلال" أي أن الإخوة الفلسطينيون يتحدون أما المجتمعات الدولية الأخرى (مصر –ليبيا –سوريا )  أن دراسات حديثة عدة أكدت أن الاستخدام المتزايد للهواتف المتحركة، وتطبيقاتها، يؤثر سلباً في التواصل الطبيعي بين الناس، ما يؤدي إلى ضعف العلاقات الاجتماعية والترابط العائلي.
أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت متهمة بالدرجة الأولى بأنها أحد أسباب تدهور العلاقات الأسرية، وأسهمت في إفساد الإحساس الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فقد قربت ما هو بعيد وأبعدت القريب، كما فرضت حول من يستخدمها نوعاً من العزلة والوحدة والانقطاع عن الحياة العامة والاجتماعية
وهذا الامر مقلق جداً، لأنه يؤثر في إحدى أهم خصائص المجتمعات، وهي صلابته، وترابطه الإنساني مشيراً إلى أن الوقت الذي يمضيه الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي هو وقت مستقطع من العلاقات الاجتماعية، والنشاط الانساني
و ان غياب النشاطات الجاذبة والترفيهية الخاصة بالشباب والأطفال، وطغيان النمط الاستهلاكي على الحياة، ساعدا على بزوغ هذه الظاهرة، خصوصاً أن الحصول على أجهزة تقنية حديثة أصبح غاية للأطفال».  أن المشكلة ليست في مجرد الانشغال بالفضاء الالكتروني، فقط، بل في انعدام البدائل الأسرية التي تحقق الجاذبية للتفاعل الأسري أكثر من الانشغال بالعالم الافتراضي. فنحن في أمسّ الحاجة إلى التفاعل الاجتماعي وتقوية العلاقات الأسرية، خصوصاً أن القضايا المادية أصبحت تستحوذ على انشغال الأسرة، وساعدت على تراجع الروابط الاجتماعية والزيارات الأسرية بشكل كبير»، مشدداً على ضرورة إيجاد توازن يمنع تفكك شبكة العلاقات الاجتماعية.
وأوضح أن «كثيراً من المنازل تحولت إلى ما يشبه الفنادق بالنسبة إلى الأبناء الذين لم يعتادوا على وقت اجتماع عائلي، ولم يعد هناك قوانين داخل المنزل لتنظيم هذه الأمور. وساعد على ذلك أن غالبية الأسر تحكمها عواطف التدليل المبالغ فيها، ولم يعتد الأبناء على نظام أسري يكرس وقتاً للحديث والحوار مع الوالدين»، مشيراً إلى أن «دخول الحياة المادية من أوسع أبوابها جعل العلاقات الاجتماعية بين الجيران وزملاء العمل تقوم على الشكّ والتنافس
وأشارت دراسة كندية، إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي، قد يكون لها تأثير إيجابي بالنسبة إلى كبار السن.

وركزت الدراسة، على الدور النفسي والترفيهي، الذي قد تقدمه هذه المواقع للمسنين، وآثارها الإيجابية مقارنة بالأصغر منهم سنا.

ويعتبر خبراء علم النفس بشكل عام، أن مواقع التواصل الاجتماعي تشتت الانتباه، وتفقد الإنسان التركيز، لكن الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة ساينس العلمية أتت لتناقض بعضا من تحليلات هؤلاء العلماء.

وأوضحت الدراسة، أن أنواعا معينة من تشتت الانتباه قد تكون مفيدة للذاكرة، فقد اكتشف الباحثون في جامعة تورنتو الحقيقة المدهشة حول عجائب "فيس بوك" بالنسبة إلى كبار السن، إذ أخضعوا عينة من مستخدمي "فيس بوك" تصل أعمارهم إلى الثامنة والستين، ومجموعة ثانية تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاما، أخضعوهم  لسلسلة من التجارب حول تذكر قائمة مؤلفة من عشرين كلمة وصورة.

وتبين لهم أن إجابات الأصغر سنا، كانت قليلة التطابق مع الصور والكلمات المدونة بالقرب منها، مقارنة بإجابات صحيحة ومتطابقة عند المستخدمين الأكبر سنا، حيث استطاعوا تذكر كل صورة والعبارة المكتوبة بالقرب منها.

وتعد هذه الدراسة مكملة لدراسة سابقة، رأت أن الدماغ لديه القدرةُ على حفظ العبارات التي تكتب على "فيس بوك" أكثر من الوجوه، وهذا ما يعطي أهمية أيضا لدور مواقع التواصل الاجتماعي في تحسين الذاكرة خاصة لدى المستخدمين من كبار السن.

و مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك أنشأ من أجل التواصل بين أقطار الوطن وخارج أقطار الوطن وخارج الأقاليم والهدف تبادل الثقافات والخبرات والمعلومات والمعارف إلا أنه إنحرف إلي مسار يبعد عن مساره الرئيسي أو انه أنشأ تحت مسمي التواصل الاجتماعي ولكن الهدف الرئيسي (التواصل السياسي) أو تحقيق أهداف وأيدلوجيات سياسية.
وفي سياق ذلك هناك أهداف يجب أن نحققها:-
توصيات:
1.
العمل علي استخدام الفيس بوك من أجل التواصل الاجتماعي وليس من أجل الجني السياسي.
2.
العمل علي وضع ضوابط لاستخدام الفيس بوك وتكون متناسبة مع الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد.
3.
عدم الجلوس علي الفيس بوك لفترات طويلة, حتي لا تولد الإدمان لدي المتصفح.
4.
ترشيد طلبة المدارس في استخدام الفيس بوك حتى لا يتولد لديهم ما يسمي (بالإدمان للفيس بوك) وتضيع مستقبلهم.
5.
التعرف علي مدي التزام هيئة الشباب في استخدام ضوابط الفيس بوك.
6.
التعرف علي مدي تأثير الفيس بوك على المجتمعات